[size=29]هذة الرسالة كتبتها ام لولدها العاق
كتبت هذه الام رسالة الى ابنها تستجديه كتبتها بمداد من دمها
فلعلها تصل الى مسامعه...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ..
....يابني...
هذه
رسالة مكلومة من امك المسكينه كتبتها على استحياء بعد تردد وطول انتظار..
امسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعه.. واوقفت الدمعة مرات فجرى انين القلب..
....يابني....
بعد هذا العمر الطويل اراك رجلا سويا مكتمل العقل، ومتزن العاطفه..
من حقي عليك أن تقرأ هذه الورقه.. وان شئت بعد فمزقها كما مزقت اطراف قلبي من قبل...!!
....يابني....
منذ خمسة وعشرين عاما كان يوما مشرقا في حياتي عندما اخبرتني الطبيبه اني حامل، والامهات يابني يعرفن معنى هذه الكلمة جيدا..
فهي مزيج من الفرح والسرور، وبداية معاناة مع التغيرات النفسيه والجسميه..
وبعد هذه البشرى حملتك تسعة اشهر في بطني فرحة جذلى، اقوم بصعوبه.. وانام بصعوبه.. واكل بصعوبه ..واتنفس بصعوبه..
...ولكن...
كل ذلك لم ينقص من محبتي لك، وفرحي بك ..بل نمت محبتك مع الايام وترعرع الشوق اليك...
حملتك_ يابني_ وهنا على وهن، والما على الم.. وافرح بحركتك، واسر بزيادة وزنك وهي حمل علي ثقيل..
انها
معاناة طويلة.. اتى بعدها فجر تلك الليله التي لم انم فيها، ولم يغمض لي
فيها جفن.. ونالني من الالم ،والشدة، والرهبة، والخوف مالا يصفه القلم ولا
يتحدث عنه اللسان ورأيت بأم عيني الموت مرات عدة.. حتى خرجت الى الدنيا..
فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي وازالت كل الامي وجراحي..
....يابني.....
مرت
سنوات من عمرك وانا احملك في قلبي، واغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشا..
وصدري لك غذاء.. اسهرت ليلي لتنام.. واتعبت نهاري لتسعد.. امنيتي كل يوم
ان ارى ابتسامتك..
وسروري في كل لحظه ان تطلب مني شيئا اصنعه لك، فتلك هي منتهى سعادتي...
ومرت الليالي والايام.....
وانا
على تلك الحال خادمة لم تقصر، ومرضعة لم تتوقف..وعاملة لم تفتر.. حتى اشتد
عودك واستقام شبابك.. وبدت عليك معالم الرجوله..؟؟!! فاذا بي اجري يمينا
وشمالا لابحث لك عن المرأة التي طلبت.. واتى موعد زفافك فتقطع قلبي وجرت
مدامعي.. فرحة بحياتك الجديده وحزنا على فراقك...
ومرت الساعات ثقيلة فاذا بك لست ابني الذي اعرفه، لقد انكرتني وتناسيت حقي....!!!!!
تمر الايام لا اراك، ولا اسمع صوتك، وتجاهلت من قامت بك خير قيام..؟؟!!!
....يابني....
لا اطلب الا القليل.. اجعلني في منزلة اطرف اصدقائك عندك.. وابعدهم حظوة لديك..
اجعلني احدى محطاتك الشهريه..
لاراك فيها ولو لدقائق..
...يابني....
احدودب
ظهري وارتعشت اطرافي، وانهكتني الامراض.. وزارتني الاسقام..لا اقوم الا
بصعوبه، ولا اجلس الا بمشقه.. ولايزال قلبي ينبض بمحبتك...!!!
لو
اكرمك شخص يوما لاثنيت على حسن صنيعه، وجميل احسانه.. وامك احسنت اليك
احسانا لاتراه ومعروفا لا تجازيه ، لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات
وسنوات...فأين الجزاء والوفاء..؟؟!!
ألهذا بلغت بك القسوة، واخذتك الأيام..؟؟!!
....يابني......
كلما
علمت انك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري.. ولكن اتعجب وأنت صنيع يدي اي
ذنب جنيته حتى اصبحت عدوا لك..؟؟!!لاتطيق رؤيتي وتتثاقل زيارتي..هل اخطأت
يوما في معاملتك ،او قصرت لحظة في خدمتك...؟؟!!
...يابني....
اتمنى رؤيتك لا اريد سوى ذلك دعني ارى عبوس وجهك، وتقاطيع غضبك...
...يابني.....
تفطر قلبي وسالت مدامعي وانت حي ترزق.. ولايزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك ،وجودك، وكرمك....!!!
...يابني.....
اما ان لقلبك ان يرق لأمراة ضعيفه اضناها الشوق.. والجمها الحزن..؟؟!!
جعلت الكمد شعارها... والغم دثارها ...واجريت لها دمعا... واحزنت قلبا... وقطعت رحما...!!!!
لن
ارفع الشكوى ولن ابث الحزن لانها؛ ان ارتفعت فوق الغمام، واعتلت باب
السماء ،اصابك شؤم العقوق ونزلت بك العقوبه، وحلت بدارك المصيبه....
لا...
لا...
لا ...
لن افعل لاتزال يابني فلذة كبدي ..وريحانة حياتي.. وبهجة دنياي!!
افق يابني... بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح ابا شيخا والجزاء من جنس العمل..
وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها اليك.. وعند الله تجتمع الخصوم...
...يابني....
كفكف دمع امك.. وواسي حزنها، وان شئت بعد ذلك فمزق رسالتها...
واعلم ان من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها..
يوم انشدوني عن دموعي وانا اميك.......
جاوبتهم وابعدتهم عن طوارييك..........
ما ابغى اجرحك في كلمة تزيد هميك......
ماابغى اقول ان السبب من تجافيك.......[/size]