بسملة ابو زيد
المشاركات : 35 البلد : المدينة : دمنهور
| موضوع: فاكهة المجالس الإثنين 14 مايو 2012, 12:36 pm | |
| الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد:فعادت سيئة واخلاق ذميمة انتشرت بين قطاع عريض من الناس ,ولعل من اخطرها عادة اصبحت اساسية فى كل مجلس لايستغنى عنها اصحابها الا من رحم الله رغم انها عادة ذميمة وعمل لئيم وجريمة اخلاقية منكرة , لايحسنها الا الضعفاء والجبناء ولا يستطيعها الا الاراذل والتافهون , ولا ينتشر هذا العمل الا حين يغيب الايمان , وهى اعتداء صارخ على الاعراض وظلم فادح واياء ترفضه العقول وتأباه النفوس الكريمة وهى كبيرة من كبائر الذنوب , ولقد جاء وصفها فى كتاب الله تعالى بأبشع الصفات , قال تعالى : ﴿ ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ﴾(الحجرات)
* ولعظم امرها فقد جاء الوعيد في حق مرتكبها , قال (صلى الله عليه وسلم): لما عرج بي الى السماء مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون بها وجههم وصدورم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟! قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم *ولعلك اخى القارئ ولعلك اختى القارئة عرفتم ماهى هذة العادة الذميمة , انها الغيبة التى قال عنها ابن الهيثمي : ان فيها اعظم العذاب واشد النكال وقد صح فيها انها اربى الربا وانها لو مزجت فى ماء البحر لانتنته وغيرت ريحته , وان اهلها ياكلون الجيف في النار وان لهم رائحة منتنة فيها وانهم يعذبون فى قبورهم وبعض هذة كفاية فى كون الغيبة من الكبائر
الغيبة بضاعة كاسدة وسلعة رخيصة يسعى لها ضعاف الايمان وهى فى الوقت نفسه تجارة خاسرة للمغتاب حيث انه يخسر كثيرا من حسناته ويكسب كثيرا من الذنوب والسيئات . * وبعض الناس مع الاسف الشديد لا تراه الا منتقدا وينسى صفات الاخرين الحسنة ويركز على اخطائهم وعيوبهم فقط ,فهو مثل الذباب يترك موضع السلامة ويقع على الجرح والاذى وهذا من فساد المزاج ورداءة النفوس.
و الغيبة هى كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله اعلم , قال : هى ذكرك أخاك بما يكره , قيل : أفرأيت ان كان في أخي ما اقول ؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد أغبته وان لم يكن فيه ما تقول فقدبهته . رواه مسلم والغيبة تكون فى القول والاشارة والايماء والغمز واللمز , والكتابة والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل فى الغيبة بواعث الغيبة يقول ابن تميمة رحمه الله في بواعث الغيبة : (1) ان الانسان قديغتاب موافقة لجلسائه واصحابه مع علمه ان المغتاب برئ مما يقولون او فيه بعض ما يقولون لكن يرى انه لو نكر عليهم لقطع المجلس واستثقله اهل المجلس (2)ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب ديانة وصلاح ويقول :ليس لي عادة ان اذكر احدا الا بخير ولا احب الغيبة وانما أخبركم بأحواله والله انه مسكين ورجل جيد ولكن يه كذا وكذا وربما يقول : دعونا منه الله يغفر لنا وله وقصده من ذلك استنقاضه (3)ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب سخرية ولعب ليضحك غيره بمحاكاته واستسغاره المستهزأ به (4)ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب تعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كذا وكذا ومن فلان كيف يفعل كذا وكذا (5)ومنهم من يظهر الغيبة فى قالب من غضب وانكار منكر وقصده غير ما ظهر خطورة الغيبة
ان هذا الامر على خطورته فى الدنيا والاخرة لم يأبه به كثير من الناس وتهاونوا في امره تهاونا عظيما بل واعتبروه فاكهة مجالسهمفانك لا تكاد تجلس في مجلس الا وهذا الوباء موجود فيه وسبب انتشاره هو عدم ادراك خطورته فانظر رعاك الله الى هذة النصوص الكريمة التى تبين شناعة الغيبة وخطورتها عن عائشة رضي اله عنها قالت : قلت : يا رسول الله حسبك من صفية انها قصيرة , فقال (صلى الله عليه وسلم ): لقد قلت كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته وعن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم )رجلا فقالوا: لا يأكل حتى يطعم ولا يرحل حتى يرحل له , فقال النبى (صلى الله عليه وسلم): اغتبتموه فقالوا : يا رسول الله حدثنا بما فيه قال : حسبك اذا ذكرت أخاك بما فيه وروى انس رضي الله عنه قال: كانت العرب يخدم بعضها بعضا في الاسفار وكان مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما رجل يخدمها فاستيقظا مرة ولم يهيئ لهما طعاما فقال احدهما لصاحبه : ان هذا ليوائم نوم بيتكم فايقظاه فقالا: ائت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فقل : ان أبا بكر وعمر يقرئانك السلام وهما يستأدمانك , فذهب واخبر الرسول صلى الله عليه وسلم) فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم ): قد ائتدما فجاء الغلام واخبرهما ففزعا وجاءا الى الرسول فقالا : يا رسول الله بعثنا اليك نستأدمك فقلت : قد ائتدمتما بأى شئ ائتدمنا قال عليه الصلاة والسلام : بلحم أخيكما والذى نفسي بيده لأرى لحمه بين أنيابكم قالا : استغفر لنا يا رسول الله قال : بل هو يستغفر لكما فانظروا ما هى الكلمة التى قالاها , كلمة واحدة قالا : ان هذا ليوائم نوم بيتكم , اي ان هذا النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر , عاتبوه بكثرة النوم فعاتبهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان كثيرا من الناس يستعظمون امر الربا وهو كذلك ويتساهلون بما هو على اعظم منه وهى الغيبة . قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): ان أربى الربا استطالة المسلم عرض اخيه المسلم ااخى الكريم اختى الكريمة ان الغيبة هى ان تذكر أخاك بما يكرهه لوبلغه ذلك , سواء ذكرته بنقص في دينه او فى بدنه او في نسبه اوفى فعله او فى قوله , حتى في ثوبه ونحو ذلك. * ان بعض الناس قد يغتاب شخصا فاذا قيل له : اتق الله ولا تتكلم في اعراض المسلمين . اجاب بقوله: انا مستعد أن اقول ذلك امامه او ان فلانا لايغضب مما أقول. فما يدريك يا اخى وما يدركي يا أختى انه لايغضب فلعله يجامل عندك ولكن في قرارة نفسه يتألم كثيرا من ذلك القول ويكرهه. اخواني فى الاسلام : ان حديثكم تنسوه بمجرد اطلاق الكلمه وانتهاء المجلس ولكنه محص عليكم وانتم موقوفون يوم القيامة حتى يقتص منكم فيؤخذ لمن اغتبتموهم من حسناتكم فان فنيت حسناتكم اخذت من سيئاتهم فحطت عليكم !!!
وكما انكم ايضا لا تقبلوا ان يكون عرضكم حديث المجالس فكذلك الناس لا يقبلون ذلك لانفسهم, فلا تسمحوا لأى احد أن يغتاب أحدا عندكم ولو تكلم احد فأسكتوه وبينوا له حرمة ذلك ودافعوا عن اعراض اخوانكم المسلمين فان فى ذلك أجرا عظيما كما قال (صلى الله عليه وسلم ): من رد عرض اخيه المسلم كان حقاعلى الله عز وجل ان يرد عنه نار جهنم يوم القيامة. رواه احمد الترمزى
واعلموا ان المغتاب لو لم يجد اذانا صاغيه لما اغتاب واسترسل فى الحديث فانت باستماعك الحديث وعدم انكارك عليه تكون مشجعا على المعصية واذا لم تترك المجلس لم يرتدع وينته عن الغيبه فانك تكون شريكا له واخيرا: فان الغيبة كما تبين انها خطيرة والاحتراز منها صعب جدا الا لمن وفقه الله واعانه على ذلك وجاهد نفسه فى الاحتراز منها .لذا ينبغي على المسلم ان يجاهد نفسه على تجنبها وليحاول ايضا ان يعفوا ويصفح عن كل من اغتابه وتكلم فيه فان فى ذلك اجر عظيم ويقول ابن القيم فى مدارج السالكين : والجود عشر مراتب ثم ذكرها فقال : والسابعة الجود بالعرض كجود ابى ضمضم من الصحابة كان اذا اصبح قال : اللهم لا مال لي اتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بعرضي فمن شتمنى او قذفنى فهو في حل! فقال النبى(صلى الله عليه وسلم): من يستطيع منكم ان يكون كأبى ضمضم. فلنحرص كل الحرص على ان نكون كأبى ضمضم ونتأسى به ونحذوا حذوه فنعفوا ونسامح كل من ظلمنا او اغتابنا لعل الله ان يعفو عنا وليكن ذلك من هذة اللحظة قبل ان تضعف النفس ويثقل عليها الامر فيما بعد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله اعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. منقول | |
|