قلوب تشتاق الى الجنه
المشاركات : 309 البلد : المدينة : الأسكندريه
| موضوع: قصص الانبياء ( 1 )..... الثلاثاء 28 أبريل 2009, 5:19 pm | |
| ( 1 ) آدم و حــــــــواء
في زمان قديم قديم جدا لم يكن يعيش على هذه الأرض التي نعيش عليها أحد يعمرها فأراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق الإنسان ليعبده وليعمر الأرض فيزرعها ويبنى فيها البيوت ويخط الطرقات فقال للملائكة : ((إني جاعل في الأرض خليفة )) قالوا : ((أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟)) قال : ((إني اعلم مالا تعلمون )) فسكت الملائكة وقال بعضهم لبعض ..إن ربنا يعلم كل شيء ولا يخلق خلقا إلا إذا كانت له فائدة قال الله للملائكة : ((إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فاقعوا له ساجدين )) ولكن إبليس لم يوافق مثلما وافق الملائكة لأنه كان مغرور وكان يعتقد إنه أفضل مخلوقات الله ونفخ الله في آدم من روحه فصار إنسان حيا كاملا عندئذ سجد الملائكة كلها إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .. وقال لله عز جل : ((أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) فغضب الله عليه وطرده من الجنة .. فقال إبليس : مادمت طردتني بسبب آدم فإنني سأؤذيه هو و أولاده و أعلمهم الشر والخبث قال الله تعالى : إني أعطيت آدم وأولاده العقل الذي يعرفون به الخير من الشر فالذي يطيعك منهم بعد ذلك هو المسئول عن نفسه أما العاقلون الصالحون فلن تستطيع أن تؤذيهم أبدا . و أراد الله أن يعرف الملائكة أن آدم يعرف أكثر منهم وأن الإنسان مكرم عند الله فأحضر لهم من الأرض أنواع من الحيوان والطير ثم عرضها عليهم وقال لهم : ((أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين )) قالوا : (( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)) قال : ((يا آدم أنبئهم بأسمائهم )) فأخذ أدم يذكر اسم كل حيوان يعرض عليه واسم كل طير . ((فلما أنبئهم بأسمائهم قال : ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)) و أسكن الله آدم الجنة فكان يعيش فيها وحيدا يأكل من فاكهتها و يشرب من أنهارها ولكنه لا يجد من جنسه يكلمه و يأتنس به فأشفق الله عليه و أراد أن يخلق له زوجا من جنسه تعيش معه ونام آدم ثم صحا فوجد أمرآة لم يرها من قبل تجلس قربه فنظر إليها و هو مدهوش و قال لها : من أنت وما أسمك ؟ فقالت له : أنا امرأة ولكني لا أعرف أسمى ... فنظر إليها مسرورا فرآها تتحرك وفى جسمها حياة فقال : أنت حواء وجاءت الملائكة ورأوا أن يسألوه عنها ليعرفوا مقدار علمه فقالوا له : ما أسمها يا آدم ؟ قال : حواء . وعاش آدم وحواء في الجنة سعيدين في أمن وسلام لا يعرفان التعب والخوف قال الله لآدم : (( يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) وقد سمح الله لهما أن يأكلا من كل الأشجار إلا شجرة واحدة و ذلك ليعلم الإنسان أن يمسك نفسه ، ويقوى أرادته فسمعا كلام الله وعاشا في الجنة يتمتعان بالسعادة وحذر الله آدم من إبليس لأن الله كان يعلم أن إبليس يكرهههما ولا يحب لهما الخير بقى آدم و حواء في الجنة وبقى إبليس يحاول أن يصل إليهما ويغويهما وفى مرة تمكن من الوصول اليهما فقال لهما : ((يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؟)) فنظر إليه آدم مستفهما ، فأشار له إبليس إلى الشجرة التي نهاهما ربهما عن أن يقرباها فلم يسمع آدم إليه فقال له : ((ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ، أو تكونا من الخالدين )) فابتعد آدم عنه ، ولم يسمع إليه . فأسرع إبليس خلفه و أقسم له بالله قائلا : (( إني لكما من الناصحين )) فلما حلف إبليس بالله قال آدم وحواء في أنفسهما : لا يمكن لأحد أن يحلف بالله و هو كاذب ..فلا بد انه صادق فيما يقول ..ثم ؟ أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها فبمجرد أن وصلت الثمرة إلى جوفهما نظر كل منهما فوجد جسمه عاريا فخجلا خجلا شديدا و أخذا يقطعان أوراق الموز العريضة ليسترا جسديهما وهربا بعيدا خجلا من الله لأنه يراهما ويعرف أنهما خالفاه وأكلا من الشجرة المحرمة فلما رأى الله آدم يهرب من أمامه ، فقال له : يا آدم أمنى تفر ؟ قال : لا يارب بل حياء منك فقال الله له (( ألم أنهكما عن تلك الشجرة ، و أقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ؟ )) فقال آدم وحواء : سامحنا يارب .. أغفر لنا قال لهما أمرتكما فعصيتما أمري فقال آدم وحواء : (( ربنا ظلمنا أنفسنا ، و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) فقال الله لآدم : أعطيتك الجنة وأعطيتك كل شيء أما كان الذي أعطيتك يكفيك عن هذه الشجرة ؟ فقال آدم وعزتك ما حسبت أن أحد يحلف بك كذبا فقال الله له : فبعزتي لتهبطن إلى الأرض فلا تنال العيش إلا بالتعب والعرق ثم قال الله لآدم وحواء و إبليس : (( اهبطوا بعضكم لبعض عدوا ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين )) وحزن آدم حزنا شديدا لغضب الله عليه وطرده من الجنة فأخذ يبكى من الندم . فألهمه الله أن يقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي عندئذ تاب الله عليه وغفر له و سامحه
(2) قابيـــــــــــــــــل وهابيـــــــــــــــــــــــل
نزلا آدم وحواء إلى الأ رض فوجدا الأرض مغطاة بالأشجار العالية و الأعشاب ووجدا السباع و النمور و الفيلة و الضباع وجميع الوحوش تعيش في الأرض .. فخافا أن تأكلهم هذه الوحوش فسكنا كهف عال .. ولما جاعا لم يجدا طعامهما قريبا سهلا كما كانا يجدانه ف الجنة بل كان على آدم أن يبحث في وسط الغابات و الأشجار أصبح على آدم أن يتعب و أن يسيل عرقه قبل أن يجد طعامه و أصبح على حواء أن تعاونه في عمله وتشاركه في تعبه ... وحملت حواء و وضعت طفلا سمته قابيل و فرح آدم بأول ولد له و وجد أن حواء لن تستطيع أن تشاركه في عمله فقد أصبح لها عمل آخر ..هو العناية بالطفل فخرج وحده يبحث عن طعام طول النهار حتى إذا جاء الليل عاد إلى الكهف يلاعب ابنه وهو فرحان .. ومرت سنة أخرى وحملت حواء و وضعت طفلا سمته هابيل واستمر آدم في البحث عن الطعام و إحضار للأسرة . ومرت سنوات وحواء تضع .. و آدم يشتعل وحده ليوفر الطعام للأسرة التي زاد عددها .. وكبر قابيل وهابيل وصارا شابين وصارا عليهما أن يتركا اللعب وان يخرجا مع أبوهما ليساعداه في إحضار الطعام للأسرة الكبيرة و في حمايتها من السباع والنمور .. كان قابيل أكبر من هابيل وكان هابيل أقوى من قابيل وكان قلبه رقيقا ونفسه طيبة فكان يحب الحيوان ويعطف عليه .. وبناء على هذا جعل آدم لهابيل رعاية الأبقار و الأغنام لأنها تحس وتتألم وجعل لقابيل زراعة الأرض .. فعند طلوع الشمس يخرج الرجال إلى العمل وعند الليل يرجع آدم محمل بالطيور التي أصطادها وهابيل بالألبان وقابيل بالمحصول ويجلسوا مع الأسرة ليأكلوا .. زادت الفواكه والثمار التي رزق بها آدم فأراد أن يعلم ولديه الكبيرين كيف يشكران الله على هذه النعم فأمرهما أن يذهبا إلى الجبل و أن يضع كل منهما شيء من محصوله ليأخذه ويأكله اى مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ..فيكون هذا زكاة وقربانا لله عز وجل .. ففرح هابيل لأن قلبه طيب .. أما قابيل فقال في نفسه لماذا أخسر الذي كسبته بالتعب والعرق فأتركه وأرميه ولا أنتفع بيه ولكنه لم يقدر على رد أبيه .. ذهب هابيل إلى غنمه و أخذ يبحث حتى وجد خروفا سمينا كان أحسن خروف عنده فذبحه وهو مسرور لأنه سيقدمه لله الذي يرزقهم بالطعام و الشراب ، أما قابيل فقد اخذ يبحث في الفاكهة والثمار على شيء رديء لأنه كان رديء بخيلا بطبعه حتى وجد فاكهة فاسدة قدم قابيل إلى الله هديته الرديئة الفاسدة وكان قلبه رديء مثل هديته وقدم هابيل هديته وكان أحسن ما عنده فقد كان قلبه صافيا طيبا .. وفى اليوم التالي ذهبا مع ابيهما إلى الجبل فوجد هابيل مكان هديته فارغا فعرف أن الله قبل هديته ، اما قابيل فوجد هديته كما هي لم تتحرك ففرح هابيل لقبول هديته وغضب قابيل ، و اغتاظ وقال لأبيه إنما وهو غضبان : إنما تقبل الله منه لأنك دعوته ولم تدعو لي فقال له آدم : بل تقبل الله منه لأنه قدم أحسن ما عنده و قلبه صاف أما أنت قدمت أرديء ما عندك وقلبك رديء إن الله طيب لا يحب إلا الطيب وانصرف هابيل ووقف قابيل ينظر إليه وهو غضبان ثم سار خلفه وهو مطرق الرأس يشعر بخزي . كان حزينا لأن الله فضل أخيه عليه .. وجاء الشيطان : اقتل أخاك اقتل هابيل اقتل هابيل اقتل هابيل فلحق بأخيه وقال : لأقتلنك فقال له هابيل في أستغراب : لماذا تقتلني ؟؟! قال : لأن أبى يحبك أكثر منى ؛ ولأن الله فضلك عليّ قال : إن قتلى لن يغير شيء ؛ فلن يحبك أبى وسيزداد غضب الله عليك قبض قابيل على هابيل وهو ثائر : سأقتلك لأستريح منك قال هابيل : لن تعرف الراحة إذا قتلتني قال قابيل والغضب يعميه : سأستريح إذا قتلتك فقال هابيل في هدوء وكان أشد من أخيه و أقوى : (( لأن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) وانصرف هابيل بهدوء وأخوه ينظر إليه بهدوء .. أخذ قابيل يتقلب في فراشه والشيطان لا يفارقه و هو يقول : اقتل هابيل اقتل هابيل الراحة في قتل هابيل حتى إذا طلع النهار وخرج الجميع إلى العمل وقابيل ناوى على قتل أخيه كان هابيل يقف وسط الأغنام وهو منشرح الصدر وقابيل ينظر إليه في حسد وحقد .. فجاءه الشيطان .. اقتله اقتله .. فنظر حوله فوجد صخرة كبيرة أخذها وذهب إلى أخيه وهو يجرى كالمجنون وضربه بها .. فسقط هابيل مقتولا و جرى أول دم على ألأرض .. أفاق هابيل إلى نفسه فلما رأى دم أخيه شعر بندم ، و عرف أنه عمل عملا فظيعا : قتل أخيه و لم يفعل أخيه ما يستحق القتل كان أخوه طيبا فعمل الطيب و لم يعترف بذلك .. ها هو قتل أخاه ..فماذا كسب من قتله ؟؟ انه لم يكسب شيء بل خسر كل شيء إنه سيشعر بالحزن و الندم والخوف ، خسر الراحة ..الأمن ..كل الشيء إن الريح تهب فخيل له أنها تصرخ : قاتل قاتل قاتل والأشجار تتمايل فيخيل له أنه تصيح به : قاتل قاتل فسقط إلى جوار هابيل و أخذ يهزه و يناديه : هابيل هابيل ولكن هابيل لم يتحرك فقد أصبح جثة هامدة فارقتها الحياة مات هابيل ... فماذا يفعل قابيل هل يتركه في العراء هكذا لتأكله الطيور الجارحة والوحوش الكاسرة فجاءته فكرة أن يحمل أخيه فحمله وسار به حتى تعب فوضعه على ألأرض و جلس إلى جوارها وهو حزين فإذا به يرى غرابا حيا وبجانبه غراب ميت و الغراب الحي يحفر في الأرض بمنقاره ورجليه حتى حفر حفرة كبيرة فجذب الغراب الميت ووضعه في الحفرة وغطاه بالتراب ... فلما رأى قابيل هذا المشهد قال : (( يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخي )) وقام وحفر في الأرض حفرة ووضع فيها أخيه وغطاه بالتراب وأقبل آدم يبحث عن ولديه فلما رآه قابيل قادما شعر بالخوف وعلم أن أباه لن يغفر له ما حدث ففر من وجهه مذعورا مفزوعا فلما رآه آدم يجرى من وجهه دهش ، ونظر حوله فرأى دم هابيل فدق قلبه في شدة فقد عرف أن قابيل قتل هابيل .. فحزن وجرت دموعه على خديه وجرى خلف قابيل و أخذ يصيح : قابيل ...ماذا فعلت بأخيك ؟!! وخيل لقابيل أن الدنيا كلها تصيح به : قابيل ... ماذا فعلت بأخيك ؟ وأخذ يجرى وهو مضطرب و أبيه يصيح به : قابيل : لن تعرف الراحة أبدا لقد فتحت على نفسك أبواب الخوف ..اذهب فلا تزال مرعوبا لا تأمن من تراه ..
(3) ادريس عليه السلام
قال الله تعالى: (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا) (56) (ورفعناه مكانا عليا) (مريم:56-57).
إدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية، وهو (أخنوخ) هذا، وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب.
وكان أول بنى آدم أُعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام.
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم. ويزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم في ذلك.
وقوله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا) كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير بسنده عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: (ورفعناه مكانا عليا)؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بنى آدم - أي من أهل زمانه- فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة .. فقال: إن الله أوحى إلىَّ كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى أزداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرًا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال له ملك الموت: يا للعجب. بعثت وقيل لي: اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك فذلك قول الله عز وجل (ورفعناه مكانا عليا) ... ورواه ابن أبى حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك: سل ملك الموت كم بقى من عمري؟ فسأله وهو معه. كم بقى من عمره، فقال: لم يبق إلا طرفة عين، فنظر الملك تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفى بعضه نكارة، وقال ابن أبى نجيح عن مجاهد في قوله: (ورفعناه مكانا عليا). قال: إدريس رفع حيا إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافى ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.
وقال العوفى عن ابن عباس في قوله: (ورفعناه مكانا عليا) رفع إلى السماء السادسة، فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد.
وقال الحسن البصري: (ورفعناه مكانا عليا) قال: إلى الجنة، وقال قائلون: رفع في حياة أبيه (يرد بن مهلاييل). والله أعلم
(4) نوح عليه السلام
قد أرسله الله إلى قومٍ فسد حالهم، ونسوا أصول شريعة الله التي أنزلها على أنبيائه ورسله السابقين، وصاروا يعبدون الأوثان. وقد أثبت القرآن الكريم خمسة أوثان لهم، كانوا يقدسونها ويعبدونها، وهي: (وَدّ - سُوَاع - يَغُوث - يَعُوق - نْسْر). قال الله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23].
نسب نوح
يذكر النسَّابون أنه: نوح (عليه السلام) بن لامك بن متوشالح بن إدريس ("أخنوخ" عليه السلام) بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث (عليه السلام) بن آدم (عليه السلام) أبي البشر. والله أعلم.
حياة نوح مع قومه:
/size]وقد ذُكرت قصة نوح مع قومه في ست سور من القرآن الكريم بشكل مفصَّل، وأبرز ما فيها _ إثبات نبوته ورسالته.
_دعوته لقومه دعوة ملحَّة، وثباته وصبره فيها، واتخاذه فيها مختلف الحجج والوسائل.
_ إعراض قومه عنه، فكلما زادهم دعاءً وتذكيراً زادوه فراراً وإعراضاً، وإصراراً على الباطل، واحتقاراً لأتباعه من الضعفاء.
_ عبادة قومه الأوثان الخمسة التي مرَّ ذكرها، وضلالهم الكثير.
_ تنكّر قومه لدعوته، وتكذيبه فيها بحجة أنه رجل منهم، ثم طلبهم إنزال العذاب الذي يَعِدهم به.
_ شكوى نوح إلى ربه أن قومه عصَوْه، واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلاَّ خساراً.
_إعلام أو إخبار الله لنوح بأنه لن يؤمن من قومه إلاَّ من آمن، وذلك بعد زمن طويل لبعثه فيهم وهو يدعوهم ويصبر عليهم، وقد تعاقبت عليه منهم أجيال.
_ دعوة نوح عليهم بقوله: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 26-27].
_ أمْرُ الله لنوح أن يصنع السفينة - وقد كان ماهراً في النجارة - وذلك تهيئة لإِنقاذه هو ومَن معه من الطوفان الذي سيغسل الأرض من الكفر.
_سخرية قوم نوح منه كلما مرَّ عليه ملأَ منهم ورأَوْهِ يصنع السفينة، وذلك إمعاناً منهم بالضلال وهم يَرَون منذرات العذاب.
_ حلول الأجل الذي قضاه الله وقدَّره للطوفان، وكان من علامة ذلك أن فار الماء من التَّنُّور.
_أمر الله لنوح أن يحمل في السفينة:
(أ) من كلٍّ زوجين اثنين.
(ب)أهله إلاَّ من كفر منهم، ومنهم ولده الذي كان من المُغْرَقين وزوجته.
(ج) الذين آمنوا معه، وهؤلاء قليل.
فركبوا فيها وقالوا: {بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41].
_تفجّر عيون الأرض، وانسكاب سحب السماء، ووقوع قضاء الله، ودعوة نوحٍ ولدَه في آخر الساعات قبيل غرقه، ولكن هذا الولد رفض الإِيمان، وظن النجاة بالاعتصام بالجبل وجرت السفينة بأمر الله، وقُضي الأمر، وكان ولد نوح من المغرقين.
_ تحسُّر نوحٍ على ولده وهو في السفينة تجري بأمر الله وتمنِّيه أن يكون معه ناجياً، وقوله لربه: "إن ابني من أهلي" وعتاب الله له، وإخباره بأن هذا الولد ليس من أهله، لأنه كافر عمل عملاً غير صالح.
_ ختم القصة بالإِعلان عن انقضاء الأمر:
{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44].
الجودي: جبل في نواحي ديار بكر من بلاد الجزيرة، وهو متصل بجبال أرمينية. ويُسمى في التوراة: "أراراط".
_ذِكْرُ المدة التي لبثها نوح في قومه، وهي: ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، فهل هي مجموع حياته، أو هي فترة دعوته لقومه - أي: منذ رسالته حتى وفاته - أو هي منذ ولادته أو رسالته إلى زمن الطوفان؟ كل ذلك محتمل والله أعلم بالحقيقة.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [العنكبوت: 14].
ويرجح الرأي الأخير لقوله تعالى: {فأخذهم الطوفان} بعد قوله: {فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً}، لما تفيده الفاء من الترتيب.
_بيان أن الذين بقوا بعد نوح هم ذريته فقط، وذلك في قوله تعالى: {وجعلنا ذريته هم الباقين}.
قال المؤرخون: وهم ذرية أولاده الثلاثة، سام وحام ويافث.
ويقولون أيضاً:
1/سام: أبو العرب وفارس الروم.
2/ وحام: أبو السودان والفرنج والقبط والهند والسند.
3/ ويافث: أبو الترك والصين والصقالبة ويأجوج ومأجوج.
والله أعلم بالحقيقة
[/center] | |
|
sozy
المشاركات : 234 البلد :
| موضوع: رد: قصص الانبياء ( 1 )..... الأربعاء 13 مايو 2009, 6:54 pm | |
| جزاك الله خيرا وصدق الله العظيم اذ يقول | |
|
ملكة الاحساس
المشاركات : 368 البلد : المدينة : اليكس
| موضوع: رد: قصص الانبياء ( 1 )..... الخميس 21 مايو 2009, 8:00 am | |
| بارك الله فيك
وجعلة فى ميزان حسانتك | |
|