Admin Admin
المشاركات : 677
| موضوع: الإعجاز والبيان في لغة القرآن الأربعاء 20 فبراير 2008, 1:47 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله منزل القرآن , المُعجَز بالبيانِ , وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد الذي بلغّه باللفظِ والمعاني .. تلك السور التي حُفِظت في القلوب وأشغلت العقل البياني , فصارت أحرى للتدبرِ والتأملِ.
لم يأتِ دين من الأديان بمعجزة خالدة كما أتى الدين الإسلامي بالقرآن الكريم.
فيربي القرآن فينا الصلاح والإستقامة , وتحمِلنا بلاغاته إلى التفكر بروعة المعنى وإيجازه وإعجازه البياني واللغوي في التركيب والتصوير , في الحث والترغيب , في النهي والترهيب.
يقول عزّ و جل في سورة الإسراء(قل لئِن اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأْتُواْ بِمِثلِ هَذا القُرءانِ لا يأتون بمثلِهِ وَلو كَانَ بعضُهُم لِبعضٍ ظهيراً)
ولأننا في شهرِ القرآن , رأينا أن ننهل من هذا المنهل العذبِ البليغ , نمضي وإياكم في رحلة روحانية بعمق روحانية رمضان المبارك .
سنكونُ وإياكم على مائدة لذيذة كل ثلاثةِ أيام , نحن على موعِدٍ نُطعِم القلب والروح بها ,ونروي الفِكر بتدبر الصور البلاغية لما هو معينٌ لتدبر المعنى ... وأنعِم به من جليسٍ لنا ولكم في هذا الشهرِ المبارك.
لامانع من إضافاتكم بشرط ذكر المصدر في استعراض البيان والبلاغة
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 20 فبراير 2008, 1:49 pm عدل 3 مرات | |
|
Admin Admin
المشاركات : 677
| موضوع: رد: الإعجاز والبيان في لغة القرآن الأربعاء 20 فبراير 2008, 1:52 pm | |
|
يقول الجرجاني رحمه الله في مؤلَّفِه (أسرار البلاغة)
اعلم أن الكلام هو الذي يُعطي العلومَ منازلها، ويبيّن مراتبها، ويكشفُ عن صُوَرها، ويجني صنوفَ ثَمَرها، ويدلُّ على سرائرها، ويُبْرِزُ مكنون ضمائرها، وبه أبان اللّه تعالى الإنسان من سائر الحيوان، ونبّه فيه على عِظَم الامتنان، فقال عزّ من قائل: "الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ، خَلَقَ الإنْسَانَ، عَلَّمَهُ البَيَانَ" "الرحمن1-4"، فلولاه لم تكن لتتعدَّى فوائدُ العلمِ عالِمَه، ولا صحَّ من العاقل أن يَفْتُق عن أزاهير العقلِ كمائمه، ولتعطَّلَت قُوَى الخواطر والأفكار من معانيها، واستوَتِ القضيّة في مَوْجُودَها وفانيها، نَعمْ، ولوقع الحيُّ الحسَّاس في مرتبةِ الجماد، ولكان الإدراك كالذي ينافيه من الأضداد، ولبقيتِ القلوب مُقْفَلةً تَتَصَوَّنُ على ودائعها، والمعاني مَسْجُونَةً في مواضعها، ولصارت القرائح عن تصرُّفها معقولةً، والأذْهان عن سلطانها معزولةً، ولما عُرف كفرٌ من إيمان، وإساءة من إحسان، ولما ظهر فرقٌ بين مدح وتزيين، وذمّ وتهجين، ثم إنّ الوصف الخاصَّ به، والمعنى المثبِتَ لنسبه، أنه يريك المعلومات بأوصافها التي وجدها العلم عليها، ويقرِّر كيفياتها التي تتناولها المعرفةُ إذا سَمَتْ إليها، وإذا كان هذا الوصفُ مقوِّمَ ذاته وأخصَّ صِفاته، كان أشرف أنواعه ما كان فيه أجلى وأظهر، وبه أولى وأجدر، ومن ها هنا يبيّن للمحصل، ويتقرّر في نفس المتأمِّل، كيف ينبغي أن يَحْكُمْ في تفاضُل الأقوال إذا أراد أن يقسّم بينها حظوظها من الاستحسان، ويعدّل القسمةَ بصائب القِسطاس والميزان، ومن البيّن الجليّ أن التبايُنَ في هذه الفضيلة، والتباعد عنها إلى ما ينافيها من الرذيلة، ليس بمجرَّد اللفظ، كيف والألفاظ لا تُفيد حتى تُؤلَّف ضرباً خاصّاً من التأليف، ويُعْمَد بها إلى وجه دونِ وجهٍ من التركيب والترتيب.
ويقول أحمد مطلوب في( فنون بلاغية) :
ومجاز القرآن في الذروة من البيان العربي ، فالقرآن كتاب العربية الأكبر ، وهو ناموسها الاعظم ، يحرس لغتها من التدهور ، ويحفظ أمدادها من النضوب ، ويقوّم أودها من الانحطاط . وقد كان إعجازه البياني موردا متأصلا من موارد إعجازه الكلي ، وتفوقه البلاغي حقيقة ناصعة من تفوقه في الفن القولي ، وقد وقف العرب عاجزين أمام حسّه المجازي ، وبعده التشبيهي ، ورصده الاستعاري ، وتهذيبه الكنائي، وأعجبوا أيما إعجاب بوضع ألفاظه من المعنى المراد حيث يشاء البيان السّمح ؛ والإرادة الاستعمالية المثلى ، تأنقا في العبارة ، وتحيزا للمعاني ؛ فلا غرابة أن يكون القرآن مصدرا للثروة البلاغية الكبرى عند العرب ، وأصلا لتفجير طاقات تلك البلاغة ، والمجاز منها عقدها الفريد .
-------------------------------------------------------------
المراجع التي سأعتمد عليها إن شاء الله تعالى:
أسرار البلاغة للجرجاني دلائل الإعجاز للجرجاني إعجاز القرآن والبلاغة النبوية للرافعي
وسيتم ذكر أي مصدر غير الذي سبق عند الأخذ منه.
| |
|
Admin Admin
المشاركات : 677
| موضوع: رد: الإعجاز والبيان في لغة القرآن الأربعاء 20 فبراير 2008, 1:57 pm | |
|
الحلقة الأولى
الجمع والإفراد في القرآن الكريم
نرى بعض الألفاظ في القرآن الكريم لم يأتِ فيها إلا مجموعاً ولم يستعمل منه صيغة المفردِ, فإذا احتاج إلى هذهِ الصيغة استعمل مرادفها , كلفظة (اللُّب) فإنها لم ترد إلا مجموعة كقوله تعالى (إنّ في ذلك لذكرَى لأولِى الأَلبَاب)*الزمر الآية21 وغيرها مما وردت فيها هذه اللفظة بصيغة الجمع.
ولم تجئ مفردها بل جاء في مكانها (القلب) ذلك لأن حرف الباء شديدٌ مجتمع ولا يفضي إلى هذه الشدة إلا من اللام الشديدة المسترخية , فلما لم يكن مثل فصل بين الحرفين يتهيأ معه هذا الانتقال على نسبة بين الرخاوة والشدة تحسن اللفظة مهما كانت حركةُ الإعراب فيها , نصباً أو رفعاً أو جراً .
وكذلك في لفظة (الكوب) استعملت فيها مجموعة ولم تأتِ مفردة لأنه لا يتهيأ فيها مايجعلها في النطق من الظهور و الرقة والانكشاف وحسن التناسب كلفظ (أكواب) الذي هو الجمع والذي ورد في القرآن في عدة مواضع رائعة التصوير ,مدهشة في استحضار الفكر للتدبر .
و ( الأرجاء) لم يستعمل القرآن لفظها إلا مجموعاً و ترك المفرد الذي هو الرجا / أي الجانب , لِعِلةِ لفظه , وأنه لا يسوغ في نظمهِ كما نرى.
وعكس ذلك ( الأرض) إذ جاءت مفردة في مواضع عديدة في أيات القرآن الكريم فإذا ذكرت السماء مجموعة جئ بها مفردة في كل موضع منه , ولما احتاج إلى جمعها أخرجها على هذه الصورة التي ذهبت بسرّ الفصاحة وذهب بهاحتى خرجت من الروعة بحيث يسجد لها كل فكر سجدة طويلة ,يقول عزوجل في سورة الطلاق ( اللهٌ الذي خَلقَ سبعً سماواتٍ ومِن الأرضِ مثلهُنّ) ولم يقل سبع أرضين , فكما نرى قد يختل النظم , فلنتأمل هذا الوضع البياني ولنعتبر بمواقع النظم.
وبهذا كل كلمة في موضعها تدل على إعجاز وبيان , سبحانك اللهم مؤتي البلاغة علَمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا ..
نلتقي بكم في رحلة آسرة أخرى قريبة فكونوا بالجوارِ وتأهبوا للمضي في الروحانية القرآنية.
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 20 فبراير 2008, 1:57 pm عدل 1 مرات | |
|
قلوب تشتاق الى الجنه
المشاركات : 309 البلد : المدينة : الأسكندريه
| موضوع: رد: الإعجاز والبيان في لغة القرآن الثلاثاء 28 أبريل 2009, 5:11 am | |
| بسم الله ما شاء الله على الموضوع الرائع ده ان شاء الله فى انتظار الحلقات القادمه
| |
|
ملكة الاحساس
المشاركات : 368 البلد : المدينة : اليكس
| موضوع: رد: الإعجاز والبيان في لغة القرآن الأحد 03 مايو 2009, 11:44 pm | |
| | |
|
nody
المشاركات : 443 البلد : المدينة : alex habibt el kol
| موضوع: رد: الإعجاز والبيان في لغة القرآن الإثنين 04 مايو 2009, 12:15 pm | |
| موضوع مميز يأدمونه جعله الله ف ميزان حسناتك
| |
|